The best Side of السفر في زمن الأوبئة
فالشعوب بالمحصلة أشبه بكارثة طبيعية مفاجئة، غير قابلة للتخاطب في سيلها اللاواعي. الثورات، والحشود، وحتى حشود كرة القدم، وجمهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، كلها ظواهر خاضعة للآلية والخطورة نفسيهما، لأن الكل كان، ولا يزال، ينضوي تحت تسمية واحدة ويتحرّك ضمن سيكولوجية واحدة هي: سيكولوجية الجماهير.
بعد ذلك بعامين قاد أبو سفيان القوات المكية في غزوة الخندق على المدينة المنورة، بعد أن حفر المسلمون خندقًا حول المدينة. وبعد أن خرقت قريش معاهدة الحديبية اللاحقة، قاد النبيُّ مُحَمَّد جيشه إلى مكة في فتحٍ سلميّ حيث اعتنق معظم الأمويين بمن فيهم أبو سفيان وأبناؤه معاوية ويزيد الإسلام.
ثم لاحظ التدبيرات الإلهية كذلك مع سيف الدين قطز ومجرمي المغول، والأمثلة أكثر مما يمكن حصرها هاهنا..
بل وتنشأ مدارس فكرية وفنية، كما حصل بعد الحرب العالمية الثانية مع ظهور المدرسة السوريالية فنياً، والوجودية والفوضوية في الفكر والفلسفة.
وهل حظر السفر وإغلاق المطارات والمساجد والأسواق مبَرَّر أخلاقيًّا؟ وهل إجراءات العزل الاجتماعي والحجر الصحي مسوَّغة أخلاقيًّا؟ وإذا كانت مبرَّرة فكيف نضمن وصول الاحتياجات الأساسية إلى الناس في هذه الحالة؟ وكيف نحول دون وصْم الناس المصابين بالفيروس؟ وما الفضائل التي يجب على الأفراد أن يتحلوا بها في حالة الأوبئة سواء في تحركاتهم أو في استهلاكهم وتخزينهم للسلع، أو في التطوع لمساعدة الجهات الصحية إن لزم الأمر، أو في الامتثال لتعليمات الجهات المختصة؟
الوباء الذي وصل المنطقة العربية في موجات عدة بدءاً من القرن التاسع عشر، عرف طريقه إلى الأدب العربي وتحديداً الشعر، الذي صور حالة الهلع والرعب التي اجتاحت بلداناً بأكملها، حصدت فيها الكوليرا أرواح الكثيرين.
سبب هذه المفارقة نجم من الافتراض غير الواقعي للأحداث. عند نقاش السفر اهملت الأحداث الناجمة عن تسارع وتباطؤ الأجسام، أي أننا افترضنا جدلا حركة المراقبين النسبية بسرعة (منتظمة) قريبة من سرعة الضوء دون الخوض في تفاصيل الزمن اللازم لتسارع المركبة من السكون وما يترتب عليه من حسابات جديدة.
دلالات قوله تعالى الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
لكن رحلة الحج كانت طويلة وصعبة، تستغرق عدة أشهر، ويمكن أن تصل إلى أكثر من عام خاصة بالنسبة للذين يسافرون من أماكن بعيدة.
وفي رواية أن الوباء لم يرتفع السفر في زمن الأوبئة إِلا بعد أن ولي عمرو بن العاص رضي الله عنه الشام، فخطب النَّاس، وقال لهم: أيُّها الناس!
وتقدم منظمة الصحة العالمية مليون دولار لزيادة استجابتها لانتشار المرض، كما تنسق مع المجموعات الإنسانية للحصول على اللقاحات وتوزيعها على المناطق المتضررة، وقد اعتمدت منظمة الصحة العالمية لقاحين للوقاية من الإصابة بمرض جدرى القرود.
مع ذلك فالمعادلة لا تنطبق على مفهوم العودة بالزمن للوراء أو الزمن السالب والذي ينتشر بين عدد من قراء النسبية بشكل سطحي. يعتقد البعض أن النسبية تسمح بعودة الزمن للوراء إذا ما تجاوزنا سرعة الضوء في حين أن تطبيق المعادلة السابقة يعني أن سرعات تفوق سرعة الضوء تفضي إلى أزمنة ذات قيم تخيلية وليس قيما سالبة.
– وجوب تجنب أماكن العدوى والالتزام بقواعد الحجر الصحي التي تحددها الحكومات والقوانين، فبالنسبة لمكان الوباء فإنَّ في البقاء فيه رخصةٌ، والخروج منه رخصةٌ، فمن كان في الوباء، وأصيب، فلا فائدة من خروجه، وهو بخروجه ينقل المرض إِلى النَّاس الأصحَّاء، ومن لم يُصَبْ فإِنَّه يرخَّص له في الخروج من باب التَّداوي على ألا يخرج النَّاس جميعاً، فلا بدَّ أن يبقى من يعتني بالمرضى.
التدبيرات الإلهية عجيبة لمن أراد أن يتأملها، بها ينهي الله مصيبة، أو بها تتهيأ أرضية لبعث جديد، يصلح العباد والبلاد، لاحظها في قصص موسى - عليه السلام - مع فرعون، أو قصص صناديد قريش مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف تحولوا لمجرمين عتاة، أهلكوا الحرث والنسل.